شرح كتاب بهجة قلوب الأبرار لابن السعدي
بشارة الله لمن آمن واستقام على طريقه
...............................................................................
وقد مدح الله الذين يقولون هذه المقالة، وجعل لهم ثوابا: رسم> إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ قرآن> رسم> ما ذكر الله من أعمالهم إلا أنهم: رسم> قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ قرآن> رسم> قالوه بألسنتهم، واعتقدوه بقلوبهم، وأنهم حققوا هذه المقالة التي هي اعتقادهم ربوبية الله تعالى، والرب هو المعبود، كما قال تعالى: رسم> اعْبُدُوا رَبَّكُمُ قرآن> رسم> ثم استقاموا على أمر الله تعالى، فذكر أن ثوابهم الجنة: رسم> أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ قرآن> رسم> وكذلك في سورة فصلت: رسم> إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ قرآن> رسم> ما ذكر من أعمالهم إلا أنهم: رسم> قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ قرآن> رسم> وهذا هو العقيدة رسم> ثُمَّ اسْتَقَامُوا قرآن> رسم> وهذا هو العمل، فعقيدتهم إقرارهم بأن الله تعالى هو ربهم, العمل استقامتهم على أمره؛ يعني التزامهم بالطاعة وتركهم للمعصية.
ذكر الله ثوابهم في هذه الآية، فذكر عشرة أنواع من الثواب؛ منها ما هو في الدنيا، ومنها ما هو في الآخرة، فيقول الله تعالى: الأول: نزول الملائكة: رسم> تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ قرآن> رسم> قيل: إن هذا عند قبض أرواحهم، والمراد هاهنا ملائكة الرحمة الذين إذا نزلوا ثبتوا الإنسان وبشروه، إذا كان من أهل الجنة كما في قول الله تعالى في إخباره عن وفاة المؤمن: رسم> تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لَا يُفَرِّطُونَ قرآن> رسم> فهذا بشارة أنه تتنزل عليهم الملائكة.
مسألة>